يقدم المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد هذه المصادر باللغة العربية دعما لأعضائه ومريديه في الدول الناطقة باللغة العربية وتعزيزاً لرؤية ومهمة المعهد. وسنقوم بإضافة العديد من المصادربإستمرار
يُعتبر المعهد الأمريكي للوقاية من الفساد الوحيد عالمياً الذي يعمل على مكافحة الفساد والإحتيال من خلال تأهيل الإدارة العليا ومتخذ القرار وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة لهم للعب دور فعال في الوقاية من الفساد. ويقدم المعهد لأعضائه شهادة مهنية تسمى “مدير مؤهل للوقاية من الفساد” والتي تلعب دوراً هاماً في تعزيز الجهود للوقاية من الفساد في كافة القطاعات .ويعمل المعهد حالياً مع العديد من الجامعات بغرض تأهيل الأجيال القادمة للمساهمة الفعالة في مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة
تحياتي، أنا مايك مسعود مدير المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد في الشرق الاوسط وإفريقيا، يسعدني مشاركة منظمة المرأة العربية في اجتماعها الإقليمي العربي حول تبادل خبرات البرلمانيات والبرلمانيين في مجال:” العدالة بين الجنسين في التشريع وفي السياسات العام”، والمنعقد خلال الفترة من 29 إلى 31 تموز 2024.
أشكر منظمة المرأة العربية ومديرتها العامة الدكتورة فاديا كيوان على دعوتي للمشاركة معكم في موضوع تحت عنوان “قواعد الشفافية والحماية من الفساد وتأثيرها على توفير بيئة تشريعية داعمة لقضايا المرأة”.
سأتناول الموضوع خلال حوالي ٢٠ دقيقة واقدم تعريف الفساد والشفافية والمبادئ العشرة لمكافحة الفساد الصادرة عن المعهد الامريكي لمكافحة الفساد واستعرض معلومات وبيانات ونتائج بعض الدراسات والأبحاث المنشورة وصولا الى تحليل ثم خلاصة وتوصيات المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد
إنطلاقاً من مهمة ورؤية المعهد وإعتقادنا الراسخ بأن أفضل وسيلة لمحاربة الفساد هو العمل المنهجي للوقاية منه، فإننا نعتقد أيضا بأن نجاح أي جهد في هذا الإتجاه مرهون ليس فقط بالإرادة السياسية لأعلى منصب في الدولة أو الحكومة أو المؤسسة، بل بوجود إستراتيجية وطنية شاملة للوقاية من الفساد قابلة للتطبيق، تتمتع بالشفافية، والمحاسبة، ومبادئ الحكم الرشيد، وتخلو من تضارب المصالح، وتعتمد المعرفة والعلم المستنير، وسيادة القانون، واستقلالية القضاء، وتأهيل القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني
إنطلاقاً من رُؤية المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد وإعتماداً على أنّ الوقاية دائماً خَيْرٌ من العلاج، أطلق المعهد ترخيصاً دولياً خاصًّا للمؤسسات والشركات للوقاية من الفساد. وبما أنّ المعهد يستهدف مُتخذي القرار، فإنّٓ الفرضيات الأساسية للترخيص تقوم على ما يلي : إنّٓ المعرفة والمهارات الجمعيّٓة لِمُتخذي القرار داخل المؤسسة والخاصة بالوقاية من الفساد تُشَكّل الأساس في تخفيض مخاطر الفساد داخل المؤسسة ولا يُمكن مٓأسسة مكافحة الفساد داخل أيّ مؤسسة إِلَّا إذا كان مُتخذي القرار داخل المؤسسة يمتلكون الحد الأدنى من المعرفة والمهارات الخاصة بالوقاية من الفساد
هل من مسؤولية مدقق الحسابات المستقل (المدقق) اكتشاف الاحتيال والفساد داخل المؤسسة أو الشركة التي يدقق عليها؟ ما هي مسؤولية مجلس االإدارة أو القائمين على الحكم في المؤسسة أو الشركة في الوقاية من الفساد والاحتيال؟ لماذا يتم توجيه أصابع الاتهام تجاه المدقق عند اكتشاف حالة احتيال أو فساد؟ أسئلة تحتاج الى تفسير وتوضيح لما في ذلك من أثر بالغ على الوقاية الفعّالة من الفساد والاحتيال
إن ما يحكم اعمال المدقق هي معايير التدقيق الدولية والقوانين المحلية ذات الصِّلة. كما أن معيار التدقيق الدولي رقم ٢٤١ يشكل الأساس الذي يستند اليه المدقق عند قيامه بممارسة واجباته تجاه الإحتيال والفساد الذي من المحتمل وجوده في البيانات المالية. إن معايير التدقيق الدولية تُلزم المدقق تصميم وتنفيذ إجراءات تدقيق لإكتشاف أية أخطاء مادية ناتجة عن إحتيال او فساد. لذلك، فإن المدقق ليس مُلزٓما باكتشاف أية اعمال احتيال او فساد نتج عنها اخطاء غير مادية أو جوهرية. وعليه فإن تقرير المدقق الذي لا يبدي أي تحفظات لا يؤكد بأنه لا يوجد احتيال أو فساد في المؤسسة أو الشركة. بناءً على تقدم، لماذا يعتقد مستخدم تقرير المدقق والبيانات المالية المرفقة معه بانه لا يوجد في الشركة احتيال او فساد ما دام المدقق لم يذكر ذلك؟
إن الفساد والإحتيال حالة اجتماعية واقتصادية وثقافية معقدة موجودة ما دامت المجتمعات موجودة، لذلك فإنها حالة لا تقتصر فقط على مجتمعات الدول النامية بل تتغلغل في صلب المجتمعات الصناعية المتقدمة . كما أن مقاومتها ومكافحتها عملية معقدة بحجم تعقيد حالة الفساد والإحتيال . إلا أن الدول والمجتمعات أصبحت تدرك بأنها لا تملك خيار عدم المواجهة الشاملة للفساد الذي أضحى يهدد اقتصادها وسمعتها واستقرارها وأمنها وحتى وجودها. كما أن المواجهة الفعّالة للفساد عملية منهجية شاملة تتطلب وجود إستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد وانخراط كافة مكوّنات المجتمع فيها ولا سيّما القطاع الخاص . فأي دور يلعبه القطاع الخاص لدعم وتعزيز تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد؟
:لا بد أولاً من الإقرار بما يلي
يُدرك الجميع بأن الفساد يضرب في كافة جٓنٓبات المجتمع وأن آثاره السلبية المنظورة وغير المنظورة باتت تشكل عبئا ثقيلا ويهدد إستدامة التنمية والنمو الاقتصادي. وبالرغم من أنّ الفساد ظاهرة عالمية، إلا أنّ طبيعته وآلياته لها صبغتها المحلية. فالثقافة ومنظومة القيم السائدة في المجتمع تلعب دوراً محورياً في إنتشار الفساد. ولا بدّ من التأكيد على أنّ الحكم الرشيد والشفافية والمحاسبة تشكل أركاناً رئيسيةً في أي إستراتيجية وطنية لمحاربة هذه الحالة السرطانية المجتمعية. وأنّ التطبيق الفعلي لهذه الاستراتيجية هو مِن مسؤولية كافة مكونات المجتمع أفراداً ومؤسسات في القطاعين العام والخاص. ولمّا كانت الجامعات لها أهدافها التي أُنشأت من أجلها، فإننا نعتقد بأنّ احد أهم هذه الأهداف هو إعداد الطلبة للمساهمة الفعّالة في الوقاية من الفساد والإستثمار في البحث العلمي النّٓوعي ذو الصِّلة المباشرة بالفساد
نظرة على واقع الجامعات ألعربية
إنّ ملاحظاتنا حول واقع الحال في الجامعات العربية لا تستند الى أية أبحاث قمنا بها بل تستند الى زياراتنا للعديد منها وفي دول عدّة والى علاقات التعاون الوثيقة بين المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد والعديد من هذه الجامعات. إنّٓ عدد الجامعات في العالم العربي يزيد عن ثلاثمائة جامعة وهي في معظمها إن لم يكن جميعها تتشابه فيما يلي
إنَ الهدف النهائي من التنمية المستدامة هو رفاهية الوطن والمواطن، ولا تكتمل رفاهية المواطن إلا إذا توفرت له كل أسباب رفاهية الرعاية والخدمات الصحية الشاملة. لذلك، فالتنمية المستدامة في القطاع الصحي تُعتبر أحد أهم ركائز التنمية وأحد محددات قُدرة الدولة في تحقيق أهدافها الاقتصادية، الإجتماعية، والأمن بمفهومه الشامل. ومن نافل القول أنَّ العقل السليم في الجسم السليم. وبسبب هذه الأهمية القصوى للقطاع الصحي، فإنه يقع على عاتق الدولة توفير الخدمات الصحية الشاملة والكافية لمواطنيها والإشراف الفعّال والرقابة الصارمة على هذا القطاع الحيوي. لكن نوعية الخدمات الصحية تختلف من دولة لأخرى. لذلك،أصبحت الخدمات الصحية صناعة جاذبة للسياحة العلاجية والاستثمار الأجنبي. ونتسائٓل: ما هو واقع التنمية المستدامة في القطاع الصحي في الدول العربية ( الشرق الأوسط وشمال إفريقيا)؟
التنمية المستدامة في القطاع الصحي في الدول العربية
إنّٓ محاولتنا للإجابة على هذا التساؤل تعتمد على مشروعنا الذي هو قيد التخطيط لتعزيز أنظمة الوقاية من الفساد في القطاع الصحي في الدول العربية والى الورقة البحثية ( باللغة الإنجليزية) التي تم نشرها على موقعنا الإلكتروني في شهر يونيو الماضي1 . وإنّٓ إجابتنا المباشرة على التساؤل أعلاه هو أن حالُ التنمية المستدامة في القطاع الصحي في الدول العربية هو إنعكاسٌ مباشر لِحال الفساد في القطاع الصحي. فالعلاقة بينهما عكسية، كلما زاد إنتشار الفساد إنخفضت التنمية المستدامة والعكس صحيح. فما هو حجم الفساد في القطاع الصحي في الدول العربية؟
إننا لا نملك إجابة قاطعة لهذا السؤال بسبب غياب المعلومات الشفافة والمدٓقّٓقة من جهات مستقلة وذات مصداقية والتي يمكن الإعتماد عليها سواءً كان مصدرها الجهات الرقابية أو النقابية في الدول العربية. لكن المستشفيات والمراكز الصحية مُنتجات إجتماعية، فحال الفساد فيها هو إنعكاس لحال الفساد في الدولة والمجتمع الذي تُمارس الأعمال فيه. إلا أن الفساد في القطاع الصحي في الدول العربية معقد ومركب.
الفساد في القطاع الصحي في الدول العربية
يوماً بعد يوم، يتضح لنا بأن الفساد قد أصبح الجميع يُقر بوجوده في كل الدول العربية وبدرجات متفاوتة. وأصبح الجميع يدرك بأن هذه الآفة الإجتماعية والإقتصادية والسياسية المعقدة قد غدت تتغلغل وبشكل متزايد في كافة مفاصل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية بما في ذلك المؤسسات الغير هادفة للربح ( مؤسسات المجتمع المدني). ونود أن ننوه بأن المقصود “بالجميع” هو الجهات الرقابية الدولية والدراسات التي يتم نشرها عن الفساد في العالم العربي سواء في منظمة الشفافية الدولية، مجموعة البنك الدولي، ومنظمات عديدة تابعة للأمم المتحدة، اضافة الى ما نرصده في الدول العربية من خلال أعضائنا وما ترصده الصحافة الأجنبية والعربية الوطنية أيضاً.
لا يحتاج المواطن العربي البسيط الى تنظيرٍ من أحد ليشرح له عن الفساد، طبيعته، آلياته، أنواعه، تكلفته، آثاره على التنمية المستدامة ومستويات الإستثمار، الدخل الناتج عن السياحة بما في ذلك السياحة العلاجية، التعليم، الصحة، منظومة القيم الإجتماعية، العدالة الإجتماعية، التشريع والمحاكم والقضاء، سيادة القانون، تكافؤ الفرص، المواطنة الحقيقية، والتطرف والإرهاب. إن هذا المواطن العربي البسيط، والذي يشكل محور وهدف التنمية: رفاهيته، يُعايش ويتعايش يوميا مع نتائج ومخرجات الفساد.
Share via:
Language Translator
The American Anti-Corruption Institute (AACI)
Together, Empowering Tone at the Top
Click here for an overview of The AACI. You may also download its PowerPoint presentation (PDF)
The AACI’s Official Blog
This site is the official blog of The American Anti-Corruption Institute (AACI). It is an integral part of The AACI’s Media and Public Relations Dept. We also publish here our and others news, opinions, research, and white papers.
Comprehensive Overview: Certified Anti-Corruption Manager (CACM)
Launching The AACI’s University Initiative in Africa
Anti-Corruption Case Contests at Qatar University
The AACI in Qatar, 2013
University of Ibadan: The First African University Leading the Fight Against Corruption
Recent Posts
- Understanding the Drivers of Fraud and Corruption
- Unveiling the Future of Anti-Corruption: Major Updates to the 2025 Edition of the CACM Review Textbook
- December 9: A Call to Action on International Anti-Corruption Day
- OECD Anti-Bribery Convention: Driving Global Integrity
- Understanding Cyber Scams: Protecting Citizens and Businesses
The AACI’s View
They are the official opinions of The American Anti-Corruption Institute (AACI). Our vision, mission, and code of ethics provide the guidelines for our views. When we issue an opinion or express our perspective on a relevant matter, we expressly state that this is The AACI’s view. We publish our beliefs, ideas, and attitudes on our websites (theaaci.com, theaaci.net, and theaaci.org), The AACI official blog, and The AACI social media accounts ( Facebook, Twitter, and Instagram)
Certified Anti-Corruption Manager (CACM)
CACM Review Course and Exam
University of Ottawa
Opinions
The AACI publishes opinions and contributions written by some of its employees, management, and directors. It also publishes contributions from other experts, academicians, and professionals.
Views and opinions expressed under “Opinions” of this blog or at The AACI’s website are those of the authors and do not necessarily reflect the official policy or position of any other agency, organization, employer or The American Anti-Corruption Institute (AACI).
Categories
Archives
Signup – Receive periodic updates on The AACI research, events, publications, and blog posts.
Anti-Corruption Resources (Arabic)
- المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد
- ترخيص المؤسسات للوقاية من الفساد
- قواعد الشفافية والحماية من الفساد وتأثيرها على توفير بيئة تشريعية داعمة لقضايا المرأة
- مدير مؤهل لمكافحة الفساد
- مصادر بالعربية:مأسسة الوقاية من الفساد
- نشر المعرفة المتخصصة والإستثمار في الوقاية من الفساد
- الدور الفعّال للقطاع الخاص في الوقاية من الفساد
- دور مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية في الوقاية من الفساد والاحتيال
- دور الجامعات العربية في الوقاية من الفساد
- المواطن العربي البسيط : مدير مؤهل لمكافحة الفساد
- الفساد في القطاع الصحي: الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
- سيادة القانون: الفجوة ما بين الإرادة السياسية والتطبيق
- الحوكمة في قطاع الخدمات الصحية
- مكافحة الفساد بين الواقع والمأمول