نشر المعرفة المتخصصة والإستثمار في الوقاية من الفساد

إنطلاقا من مهمة ورؤية المعهد وإعتقادنا الراسخ بأن أفضل وسيلة لمحاربة الفساد هو العمل المنهجي للوقاية منه، فإننا نعتقد أيضا بأن نجاح أي جهد في هذا الإتجاه مرهون ليس فقط بالإرادة السياسية لأعلى منصب في الدولة أو الحكومة أو المؤسسة، بل بوجود إستراتيجية وطنية شاملة للوقاية من الفساد قابلة للتطبيق، تتمتع بالشفافية، والمحاسبة، ومبادئ الحكم الرشيد، وتخلو من تضارب المصالح، وتعتمد المعرفة والعلم المستنير، وسيادة القانون، واستقلالية القضاء، وتأهيل القطاعين العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

إن النتائج الكارثية للفساد وفِي ظل العولمة وثورة المعلومات لم تعد تمنح الحكومات والمؤسسات خيار عدم محاربة هذا الوباء الذي إمتدت آثاره السلبية خارج الحدود الوطنية. لذلك، فإن محاربة الفساد أصبحت ضرورة محلية ووطنية لما في ذلك من حفاظ للأمن ، بمفهومه الشامل، المحلي والاقليمي والدولي

إلا أن أحد أهم أسباب فشل جهود المؤسسات الدولية في مكافحة الفساد يتمثل في إعتمادها على حلول جاهزة ومعولمة غير آبهة بإختلاف الثقافات بين الامم والعوامل المجتمعية المحلية. لذلك، فإننا نعتقد بأنه لا يوجد حلول جاهزة في هذا المجال بل يوجد أسس علمية ومنهجية يتم إعتمادها وتكييفها لتتلائم مع عناصر البيئة المحلية الثقافية، والإجتماعية، والإقتصادية، والقانونية، والأمنية. كما أن إيماننا راسخ بأن التطبيق المتدرج ذو النتائج الملموسة للمواطن سيوفر أساسا من أسس النجاح للإستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد

أما احد أهم الأسباب المحلية لفشل أي جهود في محاربة الفساد فيتمثل في ضعف ثقة المواطن بالمؤسسات المحلية ووعود المسؤولين العامين له في هذا المجال. إن إستعادة هذه الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة يجب أن تمثل ركنا من أركان برامج الوقاية من الفساد. إن رفاهية المواطن كانت وستبقى هدف التنمية المستدامة والتي لا يمكن أن تتوفر في ظل انتشار الفساد. كما أن المواطن يلعب دورا مركزيا في فشل أو نجاح أي جهود في مكافحة الفساد

إننا نعتقد بأن المعرفة الصحيحة توفر أساس فعالية وكفاءة الفعل، وأن الجهل يقود الى الفشل ولو توفرت النوايا الحسنة. لذلك، فإننا ومنذ نشأتنا قمنا بإطلاق شهادة مهنية تسمى ” مدير مؤهل لمكافحة الفساد” إيمانا منا بأن أضعف حلقة في جهود مكافحة الفساد تكمن في متخذي القرار

إن هذا التأهيل المهني يوفر لمتخذ القرار حصانة معرفية ومهارات ذات صلة تمكنه من لعب دور جوهري في مكافحة الفساد والوقاية منه. كما أن المدير المؤهل لمكافحة الفساد يلعب دورا مؤثرا في البيئة التي يعمل بها والمجتمع الذي يعيش فيه. ويوفر المعهد لأعضائه المنتشرين في كافة دول العالم نشرات دورية وبرامج مجانية لدعم متطلبات تعليمهم المستمر

كما أن المعهد يقوم بالتعاون مع العديد من الجامعات في العديد من الدول إيمانا منه بأن عملية مكافحة الفساد تتطلب أجيالا تتمتع بالوعي المناسب والمعرفة اللازمة بهذا الخصوص. وإن شباب اليوم هم قادة المستقبل

وبكل أسف، فإن معظم الجامعات لا تدرس العديد من المواضيع ذات الصلة المباشرة بالوقاية من الفساد كالرقابة الداخلية، وهذا على سبيل المثال وليس الحصر. بالإضافة لذلك، فإن الجامعات في العديد من الدول لا تلعب دورا واضحا وفعالا في جهود الدولة الوطنية لمكافحة الفساد. ومن تجاربنا التي نفخر بها في الشرق الأوسط هي إطلاق نادي طلبة المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد بجامعة قطر وعقد محاضرات ومسابقات متميزة للطلبة. ونقوم حاليا بتطوير مساق متميز لمكافحة الفساد بالتعاون مع جامعة العقبة للتكنولوجيا في المملكة الأردنية الهاشمية والذي سيتم ادراجه كمتطلب جامعي لكافة الطلبة وتسويقيه للجامعات العربية في الشرق الأوسط. إن كافة خدماتنا التي نقدمها للطلبة في الجامعات وفي كافة أنحاء العالم مجانية

إننا نؤمن إيمانا راسخا بأن كل أمر لا يتم قياسه، لا يمكن إدارته. لذلك، فقد قمنا بإطلاق برنامجا متميزا لترخيص المؤسسات وفِي كافة القطاعات يسمى ” برنامج ترخيص المؤسسات لمحاربة الفساد“. إن البرنامج سنوي وينتج عنه تقرير وشهادة تظهر الدرجة التي حصلت عليها المؤسسة. إن عملية الترخيص منهجية ومنضبطة حيث يخضع كافة متخذي القرار في المؤسسة لإمتحان لفحص معارفهم في الرقابة الداخلية، الحكم الرشيد، الفساد والإحتيال، دور الإدارة حول التدقيق، اتخاذ القرارات الإدارية، أنظمة منع الرشوة، وأخلاقيات الإدارة الفعالة. إن هذا البرنامج يقيس، وبدرجة معقولة، احتمالية تعرض المؤسسة للفساد قبل حدوثه . إننا نعتقد بأن هذا البرنامج يوفر للدولة الوطنية اداة فعالة في تنفيذ استراتيجيتها الوطنية للوقاية من الفساد ومأسسة مكافحته. كما أن المعهد على أتم الإستعداد لتأميم هذا البرنامج والدخول بشراكة مع الدولة الوطنية

ولدعم كل ما تقدم، فإننا نقدم برامج تدريب متميزة تتمحور مواضيعها حول جوهر مواضيع ترخيص الأفراد والمؤسسات، وذلك من خلال خبرائنا المتخصصين. ويخضع من يحضر برامجنا لامتحان بعد البرنامج يمكنه من طباعة شهادته عند إجتيازه للامتحان

إننا نعتقد يقينا بأن أفضل من يمكنه محاربة الفساد في أي بلد هم أبناءه الذين يتمتعون بالمعرفة الضرورية والمهارات اللازمة. لذلك، فإننا مستعدين دائما للعمل مع الدولة الوطنية للوصول لهذه النتيجة من خلال، على الأقل، ما ذكر أعلاه

الجهاز الفني في المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد

مزيد من المصادر باللغة العربية

ملاحظة: إنّ المعهد الأمريكي لمكافحة الفساد جهة غير حكومية. للمزيد من المعلومات يمكن زيارة الموقع الإلكتروني

Copyright © 2017, The American Anti-Corruption Institute llc.

All Rights Reserved. No part of this publication may be reproduced, redistributed, transmitted or displayed in any form or by any means without written permission. For information regarding licensing and reprint permissions, please contact The American Anti-Corruption Institute (AACI), licensing and permissions for The AACI copyrighted materials. Direct all inquiries to copyright@THEAACI.com or to The American Anti-Corruption Institute (AACI), Attn: Manager, Rights and Permissions, 1204 East Baseline Road, Suite 106, Tempe, AZ 85283. Telephone inquiries may be directed to (603) 235-0956.